البنية القرآنية لمفهوم الكتاب والقرآن والذكر

يشكل هذا العمل دراسة قرآنية معمّقة لمفاهيم محورية تتكرر في الخطاب القرآني، وهي: (الكتاب)، (القرآن)، و*(الذكر)*. وينطلق الباحث من نقد واضح للقراءات التفسيرية التقليدية. يتبنى هذا البحث منهجًا بنيويًا يستخرج المفهوم من داخل النص القرآني ذاته، مستندًا إلى تحليل اللساني والسياقي.
يُبرز الكتاب مفهوم (الكتاب) كمنظومة معرفية ربانية شاملة، تتضمن سنن الوجود، والهداية، والجزاء، وتعمل كإطار كوني تنظيمي يحكم الوجود والكائنات عبر “الكتاب الكوني”، وليس فقط كوثيقة دينية. ويفصل الكاتب في وظائف (الكتاب) باعتباره كاشفًا (مبينًا)، سابقًا في التقدير، جامعًا، ناطقًا، ومسطرًا، ولكل وظيفة تحليلٌ دقيق يربطها بسياق الآيات التي وردت فيها.
أما (القرآن)، فيُعرض بوصفه الآلية البيانية التي تُنزّل المعارف من (أمّ الكتاب) إلى الإدراك البشري، وهو لا يحلّ محل (الكتاب) بل يُعدّ بيانًا له، أي ترجمة مفهومية لوحيٍ أعلى. ويُقدم (الذكر) كحلقة وصل بين البعدين، حيث يعمل كمحفوظ حيّ في الوعي الإنساني، متاح للتذكير والتفاعل.
من أبرز ميزات هذا البحث: عمق التحليل البنيوي، الوعي الدلالي الدقيق، والالتزام التام بالبنية النصية القرآنية دون الوقوع في الإسقاطات الخارجية، وهو ما يجعل الكتاب نموذجًا مناسبًا للدراسات القرآنية المعاصرة، خاصّة لأولئك الباحثين عن فهم “الكتاب” باعتباره بنية كونية ومعرفية وليس مجرد نص.