8. أثر وثمرة تعاليم القرءان الكريم في الحياة الدنيا: هل لتعاليم القرءان انعكاس وأثر ملموس في هذه الحياة على أخلاقيات وسلوك الأفراد وحرصهم على أداء مسؤولياتهم، سواء كانوا أطباء، محامين، قضاة، معلمين، حرفيين أو عمالًا؟ وهل تؤثر التعاليم القرءانية في بناء أخلاقيات العمل والالتزام بالواجبات؟ وهل يُثمر الالتزام بتعاليم القرءان في هذه الحياة ليحقق الأفراد حياة طيبة وكريمة، أم أن الثمار مقتصرة فقط على الجزاء في الآخرة؟ وما هي فلسفة القرءان وطرحه لهذه المسألة؟
على سبيل المثال، قوله تعالى:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" (النحل: 97)، حيث تشير هذه الآية إلى أثر العمل الصالح في حياة الإنسان على الأرض.
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن: 9)، والتي تركز على أهمية العدل في الأعمال والمعاملات اليومية. وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105)، مما يبرز قيمة العمل في الإسلام وارتباطه بالمسؤولية أمام الله والمجتمع.
كيف يمكن فهم هذه النصوص ضمن رؤية القرءان للعلاقة بين الالتزام بتعاليمه وبين نتائج هذا الالتزام في هذه الحياة والآخرة؟ وهل تسهم التعاليم القرءانية في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة الدنيا وغايات الآخرة؟