عمل وفعل
وقفة قرآنية (١): العمل والفعل
قال الله تعالى:
«وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»
«وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا تَفْعَلُونَ»
ما الفرق بين العمل والفعل؟
قال الشعراوي رحمه الله مستشهدًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ» العمل والفعل هما في نفس المعنى إلا أن الفعل لا يشمل الكلام، بينما العمل يشمل الفعل والكلام.
فالنظر إلى آيات مثل «تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ» والتي تتحدث عن المجدي يقول كلام مثل كلام
«تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ»، وبالنظر إلى استخدام هاتين الكلمتين في التنزيل الحكيم، نرى:
العمل: هو ما يصدر (عموما من قبل الإنسان) على وجه العموم دون تحديد ماهيته، فنعرف أن أمرًا قد حدث لكن لا نعرف ما هو.
«تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، لا نعرف ماذا كانوا يعملون على وجه التحديد.
الفعل: هو العمل الذي نبينه الآيات ونحدد ماهيته فنعرفه.
«أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ»، حددت الآية العمل هنا وهو ترك الخير مع الناس.
ثابت أن «الفعل» عدد العمل من بين الآيات أو الأبيات التي تستشهد، فالفرق واضح عن ذلك العمل المقصود.
(د. بسام كحاله)